في هذه المقابلة مع صحيفة “ذا يو كاي تايمز”، يناقش رائد الأعمال الناجح السيد فهد الراجحي رحلته عبر قطاعات متنوعة مثل العقارات، وتجارة التجزئة والتعليم والإعلام. مدفوعاً بشغفه بالابتكار والتأثير المجتمعي، أكد على أهمية التنويع وكيف يدير الأدوار القيادية الرئيسية، بما في ذلك مجموعة فهد الراجحي، من خلال التفويض الاستراتيجي والفرق القوية. تركز مشاريعه على تمكين المجتمعات وتعزيز ريادة الأعمال، والاستثمار في الشركات ذات إمكانات النمو والتأثير الاجتماعي. كما أنه يدمج مبادئ ريادة الأعمال في التعليم ويعزز القيادة والمهارات العملية. وبالنظر إلى المستقبل، يهدف إلى التوسع عالمياً، مع التركيز على التقنيات الناشئة والصناعات المستدامة، والاستمرار في دعم ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
استكشاف مسارات متنوعة
بدأنا المقابلة بالسؤال، “هل يمكنك مشاركة بعض الأفكار حول رحلتك كرائد أعمال وما الذي ألهمك للمغامرة في صناعات متعددة مثل العقارات، وتجارة التجزئة والتعليم والإعلام؟” أجاب فهد الراجحي: “لطالما كانت رحلتي الريادية مدفوعة بشغف الابتكار والرغبة في خلق قيمة عبر مختلف القطاعات. تقدم كل صناعة تحديات وفرصاً فريدة، ولطالما آمنت بقوة التنويع. العقارات وتجارة التجزئة والتعليم والإعلام هي قطاعات تؤثر بشكل مباشر على حياة الناس، وأردت المساهمة في نموهم. يأتي مصدر إلهامي من رؤية كيف يمكن للشركات تحويل المجتمعات وتحسين نوعية الحياة، مما يغذي طموحي في الاستمرار في التوسع في مجالات جديدة”.
استراتيجيات الإدارة الفعالة
صحيفة يو كاي تايمز: لقد شغلت العديد من المناصب القيادية الرئيسية، بما في ذلك رئيس مجموعة فهد الراجحي والرئيس التنفيذي لشركة “الرؤية الفريدة”. كيف تدير مسؤولياتك عبر هذه الأدوار المختلفة؟ أجاب فهد الراجحي: “تتطلب إدارة الأدوار المتعددة مزيجاً من الإدارة الفعالة للوقت والتفويض الاستراتيجي وإحاطتي بفريق كفء. في صميم نهجي هو تحديد أولويات واضحة والتأكد من أن كل شركة لديها فريق قيادة قوي. يتيح لي ذلك التركيز على الإستراتيجية عالية المستوى وصنع القرار مع تمكين الآخرين من التعامل مع العمليات اليومية. من المهم أيضاً أن أبقى قابلاً للتكيف وأن أعيد التقييم باستمرار حيث تشتد الحاجة إلى انتباهي”.
تعزيز النمو
صحيفة يو كاي تايمز: تركز رؤيتك على تمكين المجتمعات وتعزيز ريادة الأعمال. كيف تحقق ذلك من خلال مشاريعك التجارية؟ أجاب فهد الراجحي: “إن تمكين المجتمعات وتعزيز ريادة الأعمال أمران أساسيان في مهمتي. من خلال مشاريعي، أستثمر في الشركات التي لديها القدرة على إحداث تأثير إيجابي على المجتمع. على سبيل المثال، مع مدرسة Next Generation International School، نقوم بتشكيل قادة المستقبل من خلال توفير تعليم جيد. في عالم الشركات، أركز على إنشاء شراكات ومشاريع مشتركة تجلب فرصاً جديدة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. من خلال دعم الشركات الناشئة ورعاية الأفكار المبتكرة، أهدف إلى بناء ثقافة ريادة الأعمال التي تساهم في التنويع الاقتصادي وتنمية المجتمع”.
فرص الشراكة
صحيفة “ذا يو كاي تايمز”: تشتهر مجموعة فهد الراجحي باستثماراتها في الشركات العالمية والمشاريع المشتركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ما الذي تبحث عنه عند اختيار الشركات للاستثمار فيها أو الشراكة معها؟ أجاب فهد الراجحي: “عند اختيار الشركات للاستثمار فيها أو الشراكة معها، أبحث عن الشركات التي تتماشى مع قيمنا ورؤيتنا للمستقبل. أعطي الأولوية للشركات المبتكرة، ولديها إمكانات قوية للنمو، ويمكنها التأثير بشكل إيجابي على المجتمع. من الأهمية بمكان أن تظهر هذه الشركات خطة عمل واضحة وقيادة قوية والتزاماً بالاستدامة. بالإضافة إلى ذلك، أبحث عن المشاريع التي توفر فرصاً للتعاون، حيث يمكن أن تؤدي نقاط قوتنا المشتركة إلى نجاح أكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وخارجها”.
نهج رئيس مجلس الإدارة
صحيفة يو كاي تايمز: بصفتك رئيساً لمدرسة الجيل القادم الدولية ومدرسة الراجحي للتعليم، كيف تدمج مبادئ ريادة الأعمال الخاصة بك في هذه المشاريع التعليمية؟ أجاب فهد الراجحي: “التعليم أداة قوية للتغيير، وأنا أدمج مبادئ ريادة الأعمال من خلال التركيز على الابتكار والقيادة والمهارات العملية. في مدرسة الجيل القادم الدولية، لا نؤكد على التميز الأكاديمي فحسب، بل نؤكد أيضاً على تطوير التفكير النقدي وحل المشكلات والقدرات القيادية. نهدف إلى إلهام الطلاب للتفكير الإبداعي وأخذ زمام المبادرة، وهي سمات ريادة الأعمال الرئيسية. وبالمثل، يعزز تعليم الراجحي فكرة التعلم مدى الحياة والتكيف مع المشهد العالمي المتطور”.
نصائح الخبراء لرواد الأعمال الطموحين
صحيفة يو كاي تايمز: من خلال خبرتك في إدارة المشاريع وتخطيط الأعمال، ما هي النصيحة التي تقدمها لرواد الأعمال الطموحين في إدارة مشاريعهم؟ أجاب فهد الراجحي: “نصيحتي لرواد الأعمال الطموحين هي إعطاء الأولوية للتخطيط والتعلم المستمر. خطة عمل قوية ضرورية. إنه بمثابة خارطة طريق لمشروعك ويساعدك على توقع التحديات. تضمن الإدارة الفعالة للمشروع تنفيذ خططك بكفاءة وفي الوقت المحدد وفي حدود الميزانية. من المهم أيضاً أن تظل مرناً ومنفتحاً على الأفكار الجديدة، حيث تتغير بيئة الأعمال باستمرار. أخيراً، يمكن أن يوفر بناء شبكة قوية والسعي للحصول على الإرشاد إرشادات ودعماً لا يقدر بثمن”.
دمج نجاح الأعمال
صحيفة يو كاي تايمز: كيف توازن بين أنشطتك الريادية والتزامك بالعمل الخيري وتنمية المجتمع؟ أجاب فهد الراجحي: “بالنسبة لي، ريادة الأعمال والعمل الخيري يسيران جنباً إلى جنب. أعتقد أن الشركات لا ينبغي أن تهدف إلى الربح فحسب، بل يجب أن تساهم أيضاً في الصالح العام. تتضمن الموازنة بين هذه الأنشطة دمج الأهداف الخيرية في الاستراتيجية الأساسية لمشاريعي. سواء كان ذلك من خلال المبادرات التعليمية أو دعم الشركات الناشئة المحلية أو تمويل المشاريع المجتمعية، فإنني أضمن أن يكون لأنشطة عملي تأثير اجتماعي إيجابي. هذا النهج لا يفيد المجتمع فحسب، بل يعزز أيضاً استدامة الشركات على المدى الطويل”.
التوسع العالمي والابتكار
وأخيراً، سألنا: “ما هي أهدافك المستقبلية لمجموعة فهد الراجحي، وكيف ترى تطور الشركة في العقد المقبل؟” أجاب فهد الراجحي: “يتضمن مستقبل مجموعة فهد الراجحي مواصلة نمونا في القطاعات الحالية مع استكشاف فرص جديدة تتماشى مع رؤيتنا. نهدف إلى توسيع استثماراتنا على مستوى العالم، لا سيما في التقنيات الناشئة والصناعات المستدامة. كما أرى أننا نلعب دوراً أكبر في تعزيز ريادة الأعمال في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ودعم المبادرات التي تدفع الابتكار والتنويع الاقتصادي. في نهاية المطاف، هدفي هو بناء إرث لا يحقق النجاح المالي فحسب، بل يترك أيضاً تأثيراً إيجابياً دائماً على المجتمع”. واختتم فهد الراجحي حديثه.



